این سورة الحدید بیست و نه آیت است و پانصد و چهل کلمه و دو هزار و چهارصد و هفتاد و شش حرف، جمله بمدینه فرود آمده است.


مفسران آن را مدنى شمردند، مگر کلبى که او این سورة از مکیات شمرد و در این سورة هیچ ناسخ و منسوخ نیست.


و در فضیلت سورة روایت کند ابى کعب از مصطفى (ص) قال من قرأ سورة الحدید کتب من الذین آمنوا بالله و رسوله.


قوله: سبح لله در قرآن ذکر تسبیح بچهار لفظ بیاید: بلفظ مصدر و ماضى و مستقبل و امر، مصدر آن است که گفت: سبْحان الذی أسْرى‏، ماضى آن است که گفت: سبح لله مستقبل آنست که: یسبح لله امر آنست که: سبح اسْم ربک.


و این کلمه بر اختلاف الفاظ بر دو معنى حمل کنند یا بر معنى صلاة یا بر معنى تنزیه و تمجید ابن عباس بر معنى صلاة نهاد سبح لله اى صلى لله یسبح لله اى یصلى لله سبح اسْم ربک اى صل لربک و باین قول ما فی السماوات معنى آن است که من فى السماوات تا بر عقلا افتد که نماز میکنند.


و بر قول دیگر مفسران تسبیح تنزیه است و تمجید و ما فی السماوات و الْأرْض از بهر آن گفت که عقلا و غیر عقلا در تحت آن مندرج است همانست که جاى دیگر گفت و إنْ منْ شیْ‏ء إلا یسبح بحمْده.


سئل عن على بن ابى طالب (ع) عن سبحان فقال کلمة رضیها الله لنفسه.


و سئل ابن عباس عن التسبیح فقال انزاه الله عن السوء.


و الاسم منه سبوح اى طاهر لا سوء به و لا دام و قال امیة:


سبحوا الله و هو للمجد اهل


ربنا فى السماء امسى کبیرا

و هو الْعزیز الْحکیم العزیز هو المتین فى صنعه الشدید فى بطشه المنیع فى قدره الغالب على غیره الذى لا نظیر له.


و قیل هو الْعزیز فى امره الْحکیم فى قضائه و قیل العزیز فى انتصاره الحکیم فى تدبیره.


له ملْک السماوات و الْأرْض اى القدرة على ابداعها و اتقانها و ما فیها من المطر و الارزاق و الدفائن و النبات یحْیی و یمیت یحیى النطف المیتة و یمیت الحى.


و قیل یحیى للبعث و یمیت فى الدنیا. و قیل یحیى الارضین بالنبات و یمیتها عنه بیبسها و قیل یحیى قلوب المومنین بالایمان و یمیت قلوب الکافرین بالکفر، و هو على‏ کل شیْ‏ء قدیر من الاحیاء و الاماتة و غیر ذلک.


هو الْأول و الْآخر و الظاهر و الْباطن هو الْأول یعنى قبل کل شى‏ء بلا ابتداء کان هو و لم یکن شى‏ء موجود و الآخر بعد فناء کل شى‏ء بلا انتهاء یفنى الاشیاء و یبقى هو و الظاهر الغالب العالى على کل شى‏ء، و الباطن العالم بکل شى‏ء.


هذا معنى قول ابن عباس.


و قال السدى: هو الْأول ببره اذ عرفک توحیده و الآخر بجوده اذ عرفک التوبة على ما جنیت، و الظاهر بتوفیقه اذ وفقک للسجود له الْباطن بستره اذ عصیته فستر علیک.


و قال ابن عمر هو الْأول بالخلق و الْآخر بالرزق و الظاهر بالاحیاء و الْباطن بالاماتة.


و قال الضحاک هو الذى اول الاول و اخر الآخر و اظهر الظاهر و ابطن الباطن.


و قال مقاتل بن حیان هو الْأول بلا تاویل احد و الْآخر بلا تاخیر احد، و الظاهر بلا اظهار احد و الْباطن بلا ابطان احد.


و قال یمان هو الاول القدیم و الآخر الرحیم و الظاهر الحلیم. و الباطن العلیم.


و قال ابن عطاء هو الْأول بکشف احوال الدنیا حتى لا یرغبوا فیها و الْآخر بکشف احوال العقبى حتى لا یشکوا فیها و الظاهر على قلوب اولیائه حتى یعرفوه و الْباطن عن قلوب اعدائه حتى ینکروه.


و قیل هذه الواوات مقحمة و المعنى هو الاول الآخر و الظاهر الباطن لان من کان منا اولا لا یکون آخرا و من کان ظاهرا لا یکون باطنا.


و قیل هو الْأول کان قبل کل شى‏ء باسمائه و صفاته و کلامه لم یکن شى‏ء غیره و الْآخر بعد کل شى‏ء یمضى ما قد اراد و یجبر على مشیته العباد لم یزل آخرا کما کان اولا و لا یزال اولا کما یکون آخرا و الظاهر الغالب العالى عز و جل و هو البارئ فى صنعه الدال على قدرته و حکمته و الْباطن الذى بطن کل شى‏ء علما فهو یبطنها و یرى سرائرها و یعلم خفایاها و هو عز و جل خفى کنهه و کیفه و قدره.


و قیل هو الْأول علما و حکما و الْآخر امضاء و قسما و الظاهر صنعا و رسما و الْباطن کیفا و قدرا.


و سأل عمر کعبا عن هذه الآیة فقال معناها: ان علمه بالاول کعلمه بالآخر و علمه بالظاهر کعلمه بالباطن و هو بکل شیْ‏ء علیم ما کان منها و ما هو کائن مما لم یکن لا یخفى علیه شى‏ء.


روى عن ابى هریرة قال دخلت فاطمة بنت رسول الله على النبى (ص)، فسالته خادما فقال لها رسول الله (ص) الا ادلک على ما هو خیر لک من ذلک ان تقولى اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظیم ربنا و رب کل شى‏ء منزل التوریة و الانجیل و الفرقان فالق الحب و النوى اعوذ بک من شر کل ذى شر انت آخذ بناصیته انت الاول فلیس قبلک شى‏ء و انت الآخر فلیس بعدک شى‏ء و انت الظاهر فلیس فوقک شى‏ء و انت الباطن فلیس دونک شى‏ء اقض عنى الدین و اغننى من الفقر.


هو الذی خلق السماوات و الْأرْض فی ستة أیام قال ابن عباس: کل یوم کالف سنة مما تعدون و قال الحسن: ستة ایام من ایام الدنیا و لو أراد أن یجعلها فى طرفة عین لکان قادرا على ذلک، ثم اسْتوى‏ على الْعرْش، الاستواء اذا عقبته على فهو فى العربیة استقرار کقوله عز و جل: و اسْتوتْ على الْجودی لتسْتووا على‏ ظهوره إذا اسْتویْتمْ علیْه فإذا اسْتویْت أنْت هو فى هذه المواضع الاربع استقرار.


قال یزید بن هارون من وضع استقراء الله على العرش على غیر ما یقرر فى قلوب العامة فهو جهمى.


و الاستقراء اذا عقبته الى فهو الصعود و العمد کقوله تعالى فى موضعین من القرآن: اسْتوى‏ إلى السماء.


و عن على بن الحسین بن شقیق، قال: قلت لعبد الله بن المبارک: کیف نعرف ربنا عز و جل. قال: فى السماء السابعة على عرشه و لا نقول کما تقول الجهمیة هنا هنا فى الارض و قد شرحنا الکلام فى هذه المسئلة فیما تقدم.


یعْلم ما یلج فی الْأرْض من عرق او دابة او ماء او بذر او کنز، و ما یخْرج منْها من دابة او نبات او ماء او جوهر، و ما ینْزل من السماء من امر او قضاء او ملک او قطر، و ما یعْرج فیها من ملک او عمل، و هو معکمْ أیْن ما کنْتمْ اتفق العلماء قدیما و حدیثا ان معناه علمه معکم و قیل هو معکم اینما کنتم بالقدرة و العلم على العموم و مع المومنین بالرحمة و النصرة على الخصوص، و الله بما تعْملون بصیر فیجازیکم على اعمالکم.


له ملْک السماوات و الْأرْض کرر لان المراد بالاول حالة الدنیا و المراد بالثانیة الدار الآخرة و لهذا ختم بقوله: و إلى الله ترْجع الْأمور اى له الملک اولا و آخرا فالاول فى الدنیا و هو وقت الاحیاء و الإماتة و الآخر فى الآخرة حین ترجع الیه الامور و لا یملک احد سواه لا ملکا و لا ملکا فقرن بالاول یحیى و یمیت و قرن بالآخر ما یکون فى الآخرة من مرجع الخلق الیه و جزائه ایاهم بالثواب و العقاب.


یولج اللیْل فی النهار اى ینقص من اللیل و یزید فى النهار، و یولج النهار فی اللیْل اى ینقص من النهار و یزید فى اللیل و هو علیم بذات الصدور اى بما فى القلوب من خیر و شر و توحید و جحد.


آمنوا بالله و رسوله و أنْفقوا من الزکاة و الجهاد و وجوه البر، مما جعلکمْ مسْتخْلفین فیه اى جعلکم خلفاء فى المال بالوراثة ممن قبلکم. و قیل جعلکم مملکین فیه بتملیکه ایاکم ذلک و حقیقة الاستخلاف استدعاء القادر الى ان یقوم بالامر بدلا من قیام غیره.


فالذین آمنوا منْکمْ و أنْفقوا فى سبیل الله لهمْ أجْر کبیر، جزاء حسن.


و ما لکمْ لا توْمنون بالله و الرسول یدْعوکمْ لتوْمنوا بربکمْ فى هذا دلالة على الزام الایمان بالسمع و المعنى اى عذر لکم فى حال ترککم الایمان و دعاء الرسول ایاکم الى الایمان حاصل موجود، و قدْ أخذ میثاقکمْ قرأ ابو عمرو اخذ على ما لم یسم فاعله، میثاقکمْ بضم القاف و قرأ الآخرون، بفتح الهمزة و الخاء میثاقکم بفتح القاف اى اخذ الله میثاقکم حین اخرجکم من ظهر آدم علیه السلام بان الله ربکم لا اله لکم سواه إنْ کنْتمْ موْمنین، باخذ ذلکم المیثاق و قیل: اخذ میثاقکم باقامة الحجج و الدلائل التی تدعو الى متابعة الرسول ان کنتم مومنین یوما فالیوم احرى الاوقات ان تومنوا لقیام الحجج و الاعلام ببعثة محمد (ص) و نزول القرآن.


هو الذی ینزل على‏ عبْده یعنى على محمد (ص) آیات بینات یعنى القرآن لیخْرجکمْ، الله بالقرآن من الظلمات إلى النور، و قیل لیخرجکم الرسول بالدعوة من ظلمات الشرک الى نور الایمان، و إن الله بکمْ لروف رحیم، و ما لکمْ ألا تنْفقوا فی سبیل الله و لله میراث السماوات و الْأرْض، یقول اى شى‏ء لکم فى ترک الانفاق فیما یقربکم الى الله و انتم میتون تارکون اموالکم کانه یحثهم على الانفاق فى سبیله بتنبیههم على انهم مخلفون ما یملکونه و انهم لا یخلدون فى الدنیا و ان ما فى ایدیهم یأول الى الله سبحانه بعد فنائهم ثم بین فضل من سبق بالانفاق فى سبیل الله و بالجهاد فقال: لا یسْتوی منْکمْ منْ أنْفق منْ قبْل الْفتْح، یعنى فتح مکه و قیل فتح الحدیبیة و قاتل، یعنى لا یستوى فى الفضل من انفق ماله و قاتل العدو مع رسول الله (ص) قبل فتح مکه مع من انفق و قاتل بعده أولئک أعْظم درجة من الذین أنْفقوا منْ بعْد و قاتلوا، و ذلک لان العرب کانت تعتز بمکه فلما فتحت قویت قلوب المومنین و انکسرت قلوبهم و کان الانفاق قبل فتح مکه افضل و کذلک الجهاد لما کان فیها من المشقة و لما کان بالمومنین الیها من الحاجة، قال الکلبى نزلت هذه الایة فى ابى بکر الصدیق و فیها دلالة واضحة و حجة ظاهرة على تفضیل ابى بکر و تقدیمه فانه اول من سلم و ذلک فیما روى ان ابا امامة قال لعمرو بن عبسه: باى شى‏ء تدعى انک ربع الاسلام قال انى کنت ارى الناس على الضلالة و لا ارى للاوثان شیئا ثم سمعت عن رجل یخبرنا اخبار مکة فرکبت راحلتى حتى قدمت علیه قال: قلت ما انت قال انا نبى، قلت و ما نبى، قال رسول الله قلت باى شى‏ء ارسلک قال اوحد الله لا اشرک به شیئا و کسر الاوثان و صلة الارحام قلت: من معک على هذا، قال: حر و عبد و اذا معه ابو بکر و بلال فاسلمت عند ذلک فرأیتنی ربع الاسلام.


و انه اول من اظهر الاسلام على ما روى عن عبد الله قال کان اول من اظهر الاسلام رسول الله (ص) و ابو بکر و عمار و امه سمیة و صهیب و بلال و المقداد و لانه اول من قاتل على الاسلام.


روى عن عبد الله قال: اول من اظهر اسلامه بسیفه النبى (ص) و ابو بکر و انه اول من انفق على رسول الله (ص).


روى عن ابن عمر قال کنت عند النبى و عنده ابو بکر الصدیق و علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فنزل جبرئیل فقال مالى ارى ابا بکر علیه عباءة قد خلها فى صدره بخلال فقال انفق ماله على قبل الفتح. قال فان الله عز و جل یقول اقرأ علیه السلام و قل له أ راض انت عنى فى فقرک هذا ام ساخط، فقال رسول الله (ص) یا ابا بکر ان الله عز و جل یقرأ علیک السلام و یقول لک أ راض انت فى فقرک ام ساخط، فقال: اسخط على ربى..؟ انى عن ربى راض.


و لهذا قدمه الصحابه على انفسهم و اقروا له بالتقدم و السبق و ذلک فیما


روى عبد الله بن سلمة عن على (ع) قال: سبق رسول الله (ص) و صلى ابو بکر و ثلث عمر فلا اوتى برجل فضلنى على ابى بکر و عمر الا جلدته جلد المفترى و طرح الشهادة


و قوله: و کلا وعد الله الْحسْنى‏ السابق و اللاحق وعدهم الله الجنة. قال عطا درجات الجنة یتفاضل فالذین انفقوا قبل الفتح فى افضلها.


و قرأ ابن عامر: و کل بالرفع اى کل وعد الله الحسنى و الله بما تعْملون خبیر. فیثبت کلا على ما یستحقه.


منْ ذا الذی یقْرض الله قرْضا حسنا کل من قدم عملا صالحا یستحق به مثوبة فقد اقرض و منه قولهم: الایادى قروض و کذلک کل من قدم عملا سیئا یستوجب به عقوبة فقد اقرض. لذلک قال عز و جل: قرْضا حسنا لان المعصیة قرض سى‏ء قال امیة:


لا تخلطن خبیثات بطیبة


و اخلع ثیابک عنها و انج عریانا

کل امرئ سوف یجزى قرضه حسنا


او سیئا و مدین مثل ما دانا

و قیل المراد بالقرض الصدقة.


و اختلفوا فى القرض الحسن فقیل: ان یکون من الحلال و قیل لا ربا فیه و قیل: طیبة بها نفسه و قیل القرض الحسن ان یقول: «سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر».


روى انه لما نزلت هذه الایة جعل ابو الدحداح یتصدق بنصف کل شى‏ء یملکه فى سبیل الله حتى انه خلع احدى نعلیه ثم جاء الى ام الدحداح فقال: انى بایعت ربى فقالت: ربح بیعک، فقال النبى (ص): کم من نخلة مدلاة عذوقها فى الجنة لابى الدحداح‏


فیضاعفه بالرفع على الاستیناف على معنى فهو یضاعفه و بالنصب على جواب الاستفهام و له أجْر کریم. ثواب حسن و قیل کریم لانه لم یتبذل فى طلبه و قیل کریم صاحبه.


یوْم ترى الْموْمنین و الْموْمنات اى لهم اجر کریم، فى ذلک الیوم یسْعى‏ نورهمْ بیْن أیْدیهمْ لان طریق اهل الجنة یمنة و تجاههم و طریق اهل النار یسرة ذات الشمال. رفت بهشتیان سوى بهشت میان دست راست است و پیش روى و رفت دوزخیان سوى دوزخ میان پس پشت است و دست چپ و قال النبى (ص): بینا انا على الحوض انادى هلم، فاذا ناس اخذ بهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فانادى الا هلم فیقال انک لا تدرى ما احدثوا بعدک فاقول سحقا.


قال ابن مسعود نورهم على قدر اعمالهم یمرون على الصراط فمنهم من نوره مثل الجبل و منهم من نوره مثل النخلة و من نوره کالرجل القائم و ادناهم نورا من نوره فى ابهامه یتقد مرة و یطفأ اخرى.


قال الضحاک لیس من احد الا یعطى یوم القیامة نورا فاذا انتهوا الى الصراط طفئ نور المنافقین فلما رأى المومنون ذلک اشفقوا ان یطفأ نورهم کما طفئ نور المنافقین فیقولون ربنا أتْممْ لنا نورنا اى بلغنا به الى جنتک و قیل الباء بمعنى فى یعنى فى ایمانهم کتبهم التی اعطوها بایمانهم دخلها نورهم و قیل الباء بمعنى عن و التقدیر: یسعى نورهم بین ایدیهم و عن ایمانهم، اراد جمیع جوانبهم فعبر بالبعض عن الکل و قیل بایمانهم یعنى بسبب صدقاتهم التی اعطوها بایمانهم لان الغالب فى اعطاء الصدقات ان یکون بالایمان و قوله: بشْراکم الْیوْم، اى تقول لهم الملائکة بشراکم الیوم، جنات اى بشارتکم من الله الیوم جنات فیکون مبتداء و خبرا، ذلک هو الْفوْز الْعظیم اى النجاة العظیمة.


یوْم یقول الْمنافقون، اى اذکر ذلک الیوم و هو یوم القیامة، یقول الْمنافقون و الْمنافقات اذا رأوا المومنین و هم فى ضیاء و نور و المنافقون خلفهم فى ظلمة لا یبصرون مواقع اقدامهم، انْظرونا اى انتظرونا، و قرأ حمزة: انظرونا بفتح الهمزة و کسر الظاء اى امهلونا و قیل انتظرونا یقول العرب نظرته و انتظرته کقوله عز و جل: غیْر ناظرین إناه، اى منتظرین و قوله عز و جل: فنظرة إلى‏ میْسرة اى فانظار. قال الشاعر:


فان یک صدر هذا الیوم ولى


فان غدا لناظره قریب‏

اى لمنتظره و تأویل الآیة: قفوا لنا نقْتبسْ منْ نورکمْ، نأخذ من نورکم قبسا سراجا او شعلة و قیل معنى نقْتبسْ منْ نورکمْ: نمشی فیه معکم و ذلک ان الله تعالى یعطى المومنین نورا على قدر اعمالهم یمشون به على الصراط و یعطى المنافقین ایضا نورا خدیعة لهم و هو قوله عز و جل: و هو خادعهمْ‏


فبیناهم یمشون اذ بعث الله ریحا و ظلمة فاطفأ نور المنافقین.


و قال الکلبى: بل یستضی‏ء المنافقون بنور المومنین و لا یعطون النور فاذا سبقهم المومنون و بقوا فى الظلمة قالوا للمومنین: انْظرونا نقْتبسْ منْ نورکمْ، قیل ارْجعوا وراءکمْ.


قال ابن عباس یقول لهم المومنون. و قال قتادة یقول لهم الملائکة، ارْجعوا وراءکمْ، اى ارجعوا الى الموضع الذى اعطینا فیه النور فاطلبوا النور هناک لانفسکم فانه لا سبیل لکم الى الاقتباس من نورنا فیرجعون فى طلب النور و لا یجدون شیئا فینصرفون الیهم فیمیز بینهم و بین المومنین و هو قوله: فضرب بیْنهمْ بسور و قیل معناه ارجعوا الى حکم الازل و اطلبوا النور من القسمة و هذا على جهة ضرب المثل و استبعاد ذلک و قیل ارْجعوا وراءکمْ یعنى الى الدنیا فاعملوا عملا یجعله الله بین ایدیکم نورا فان نورنا انما اقتبسنا، فى الدنیا و قیل ارْجعوا وراءکمْ هذا استهزائهم جزاء على استهزائهم فى الدنیا کقوله: لا ترْکضوا و ارْجعوا إلى‏ ما أتْرفْتمْ فیه و کقوله: ذقْ إنک أنْت الْعزیز الْکریم فذوقوا ما کنْتمْ تکْنزون و قوله: فضرب بیْنهمْ بسور الباء صلة و معناه: فضرب بینهم سور و هو سور بین الجنة و النار و یقف علیها اصحاب الاعراف یشرفون على اهل الجنة و اهل النار و هو السور الذى یذبح علیه الموت یراه الفریقان معا و قیل هو سور بیت المقدس باطنه المسجد و ظاهره وادى جهنم.


روى عن ابى سنان قال کنت مع على بن عبد الله بن عباس عند وادى جهنم یحدث عن ابیه و قرأ: فضرب بیْنهمْ بسور له باب، ثم قال قال ابى هذا موضع السور یعنى وادى جهنم.


و عن عبد الله بن عمرو قال ان السور الذى ذکر الله عز و جل فى القرآن: فضرب بیْنهمْ بسور له باب سور بیت المقدس الشرقى، باطنه منه المسجد و ظاهره وادى جهنم.


و قام عبادة على سور بیت المقدس الشرقى فبکى فقال بعضهم ما یبکیک یا با الولید فقال من هاهنا اخبرنا رسول الله (ص) انه رأى جهنم‏


و قیل له باب هو الباب الذى سمى باب الرحمة ببیت المقدس، باطنه فیه الرحْمة، اى ینتهى الى الجنة، و ظاهره منْ قبله الْعذاب اى من قبل ذلک الظاهر العذاب یعنى النار و هو الجانب الذى یلى المنافقون.


ینادونهمْ اى ینادى المنافقون المومنین حین حجز بینهم السور فبقوا فى الظلمة و العذاب و صار المومنون فى النور و الرحمة، أ لمْ نکنْ معکمْ، یعنى فى الدنیا نصلى کما تصلون و نصوم کما تصومون و کنا معکم فى المناکحة و الموارثة، قالوا بلى‏ و لکنکمْ فتنْتمْ أنْفسکمْ، اى اهلکتم انفسکم بالنفاق، و تربصْتمْ اى انتظرتم موت محمد (ص) و قلتم یوشک ان یموت فنستریح منه و انتظرتم نزول الدوابر بالمومنین. و قیل تربصْتمْ بالایمان و التوبة، و ارْتبْتمْ، اى شککتم فى کتاب الله و نبوة محمد (ص) و قیل ارْتبْتمْ یعنى فى قوله عز و جل: و یقولون فی أنْفسهمْ لوْ لا یعذبنا الله بما نقول، و غرتْکم الْأمانی یعنى ما کنتم تمنون على الله من الجنة و المغفرة و هو قوله: سیغْفر لنا، و قیل ما کنتم تمنون من نزول البلاء بالمومنین و طول الحیاة لکم و ان تکون لکم السلامة فى الدنیا و ان لا بعث بعد الموت حتى جاء أمْر الله، یعنى الموت و قیل ظهور الاسلام و نصرة المومنین، و غرکمْ بالله الْغرور اى غرکم الشیطان اى اطمعکم فى بطلان الاسلام و ان لا بعث و لا حساب، و الغرور الشیطان الذى یغر کثیرا و هو من اسماء المبالغة کالاکول الذى یاکل کثیرا.


قال قتادة ما زالوا على خدعة من الشیطان حتى قذفهم الله فى النار.


و قیل الغرور هو الدنیا تغر اهلها فى طول الحیاة و دوام السلامة.


روى انس بن مالک ان النبى (ص) خط خطوطا و خط خطا منها ناحیة فقال تدرون ما هذا، هذا مثل ابن آدم و مثل التمنى و ذلک الخط الامل، بینما هو یتمنى اذ جاءه الموت.


فالْیوْم لا یوْخذ منْکمْ فدْیة، قرأ ابو جعفر و ابن عامر و یعقوب: توخذ بالتاء، و قرأ الباقون: بالیاء، و الفدیة الفداء و المعنى: لا یوْخذ منْکمْ ایها المنافقون، و لا من الذین کفروا، فداء بنفس و لا فداء بمال یعنى لا یوْخذ منْکمْ دیة و لا نفس اخرى مکان انفسکم، مأْواکم النار اى مصیرکم و منقلبکم الیها، هی موْلاکمْ، اى هى اولى بکم لما اسلفتم من الذنوب، و بئْس الْمصیر اى المرجع و المنقلب.